أزمة ثقة

كتبت- ترياء البنا

عانى المدرب الوطني وربما لازال يعاني، من عدم الثقة في قدراته وإمكانياته لقيادة الدفة الفنية للمنتخبات الوطنية في جميع فئاتها السنية، وهو ما ترتب عليه بشكل كبير عدم قناعة الأندية أيضا بما يمتلكه من خبرات وإمكانبات، فظل لفترات طويلة مدرب طوارئ، يأتي لفترة انتقالية وهو على يقين بأنه لن يكمل المسير.

بالطبع ظلمت تلك النظرة من المسؤولين المدرب الوطني بشكل كبير ولكن الأفظع في ذلك هو ظلمه هو لنفسه حين ارتضى أن يكون مؤقتا ولم يضع نفسه في المكانة اللائقة.

عديد المدربين الأجانب تولوا تدريب معظم الأندية العمانية، والنادر منهم من حقق إنجازا، وبقية الإنجازات كانت بصناعة وطنية، على مستوى الأندية والمنتخبات.

اتسمت مسابقة الكأس هذا الموسم بالإثارة والندية والقوة، ظهرت بعض الأندية التي يعتقد دائما عدم قدرتها على مجاراة الأندية الأقوى، بمستوى لافت، ولم نشهد سوى فروقات بسيطة ربما فقط تراكم خبرات، وهذا ما يميز بطولة الكأس الغالية، فالجميع لديه الدافع للمنافسة على اللقب.

مع هذا المستوى الرائع للأندية طفا على السطح اسم المدرب الوطني، حتى أثبت أنه الأجدر حين ذهب إلى آخر نقاط البطولة، فالنهصة والسيب بطلا موقعة النهائي يدربهما وطنيان قديران احتفظا للمدرب الوطني بهيبته وأظهرا ما يتمتع به من إمكانيات وفكر يمكنه من اعتلاء منصات التتويج.

العزاني بتاريخه الكبير غني عن التعريف بعد مسيرة جيدة مع الأندية ومنتخبات الشباب والأولمبي، وهو الآن على رأس هرم ترتيب دوري عمانتل والأوفر حظا بتحقيق ثنائية تاريخية للعنيد الذي خسر لقب الدوري الموسم الماضي بفارق نقطتين فقط عن السيب وفي الأمتار الأخيرة من عمر المسابقة.

كما يقود السيب المدرب القدير رشيد جابر صاحب التاربخ الكبير والألقاب العديدة، وآخرها وأهمها اللقب الأول للسلطنة في كأس الاتحاد الآسيوي مع السيب، والذي أبى إلا أن يكون بأيد عمانية.

أثمرت مسابقة كأس جلالة السلطان المعظم هذا الموسم مدربين عمانيين متميزين لا ينقصهم شيء مقارنة بالمدربين الأجانب الذي ربما يكتشف فيما بعد أنهم حتى لا يمتلكون شهادة تدريبية، ولكنها عقدة الخواجة، التي نجح مدربونا في إثبات مغالطتها.

الخلاصة.. لدينا مدربون أكفاء يمتلكون إمكانيات وفلسفة، ولدينا أندية تعاني أزمات مالية ومديونيات وتأخر مستحقات اللاعبين والمنتسبين، ومسابقاتنا لا ترتقي إلى مستوى الدوريات الكبرى إقليميا وقاريا، والمدربون الأجانب الذين يأتون للسلطنة معظمهم جاء فقط لأنه لم يستدع حتى في بلده، فلتكن المعادلة متوازنة والنظرة للمدرب الوطني بما يليق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى