المفتاح الذهبي للنهضة

كتبت- ترياء البنا

أخيرا وبعد انتظار طويل لجماهير العنيد، الذي خسر قبل ذلك 3 نهائيات للكأس التي استعصت على النادي حتى 2023، نجح النهضة في خطف لقبه التاريخي الأول ليسجل اسمه ضمن الأندية التي حققت بطولتي الدوري وكأس جلالة السلطان المعظم.

الفوز بالكأس في هذا الموسم بالذات له مذاق خاص، فالنهضة هو الأفضل والأكثر استقرارا منذ انطلاق منافسات الدوري، فخلال 17 جولة، لم يخسر الفريق سوى لقاء الجولة الأخيرة التي سبقت نهائي الكأس، وهي خسارة من وجهة نظري منطقية، لأن تركيز اللاعبين وجل تفكيرهم بعد الوصول إلى النهائي بالطبع سيكون منصبا على اللقاء، ورغم ذلك يظل النهضة بطل الكأس لهذا الموسم، على رأس جدول ترتيب دوري عمانتل ب38 نقطة، ولديه فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز غير مسبوق بالجمع بين البطولتين.

عمل كبير ظهر في النهضة وكان واضحا منذ الموسم الماضي الذي حل فيه وصيفا للدوري في المرحلة الأخيرة من المنافسة، لتكن كلمة السر والمفتاح الذهبي الذي سيفتح أبواب المجد لهذا النادي حمد العزاني الذي حافظ على قوام الفريق، مع انتدابات قليلة العدد ولكنها ذات قيمة كبيرة ولعل أبرزها على الإطلاق إبراهيم المخيني حارس منتخبنا الوطني الأول والأفضل في كأس الخليج الأخيرة، ومع تلك الصفقات وضحت أهداف وطموحات النهضة في حصد الألقاب، وهو الآن على الطريق الصحيح، حيث حقق الهدف الأقرب ولديه القدرة والإمكانيات لتحقيق لقب الدوري وهو بشهادة الجميع الأقرب إليه.

وإحقاقا للحق، يجب أن أشيد بحمد العزاني المدرب الهادئ الذي يفضل العمل بصمت بعيدا عن الضجيح، والذي تحدى قبل نهائي الكأس عوائق كان من الممكن أن تكون مبررا لأي مدرب مكانه للخسارة، جاء إلى مسقط مسافة 350 كم، وكأنه حل ضيفا على صاحب الأرض والجمهور، حتى إنه لم يجد ملعبا معدا للفريق للتدريب، كما علق هو نفسه في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، متسائلا هل يعقل أن أصل مسقط وأبحث عن ملعب أتدرب عليه، هل هذه مهمتي؟، وهذا التساؤل فتح الباب على مصراعيه ليكشف عن سلبيات كثيرة لازالت كرتنا تعانيها، كما أنه خاض اللقاء بدون عنصرين من أهم اللاعبين في الشق الهجومي الهداف ديمبا كمارا وصاحب الحلول والتحركات المؤثرة عبدالواسع المطري، ورغم ذلك كان النهضة هو الأفضل طيلة المباراة ولم نشعر بنقص في الفريق.

الخلاصة.. النهضة استحق لقب الكأس الغالية، ويستحق أيضا تحقيق إنجاز الثنائية، بفضل إدارة واعية أعطت ثقتها لمدرب وطني قدير، يمتلك عينا ثاقبة، يعمل بجد ويتخطى كل العوائق بلا شكوى أو تذمر، لذا فهو بلا أدنى شك المفتاح الذهبي لتسجيل تاريخ جديد للعنيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى