حكاية فارس المدرجات الراحل وشعاراته الخالدة

 

 

توووفه ـ خاص

رحل قائد المدرجات العمانية حمد بن مبارك المخيني بعد رحلة معاناة مريرة مع المرض، لكنه رحل بعد أن نقش اسمه في ذاكرة المدرجات والكرة العمانية على وجه العموم، بطريقته المتفردة والخاصة، إذ مثل قائد المدرجات الشهير، ولسنوات طويلة أيقونة للمشجع العماني الملتزم بحب قميص المنتخب من خلال ترديد الأهازيج والأغاني ومقاطع التشجيع دون كلل، دافعا الروح الحماسية في أرجاء الملاعب التي تواجد بها برفقة منتخبنا الوطني داخل وخارج السلطنة، وبرز المخيني بصورة كبيرة ولافته مع سنوات التألق التي عايشها الأحمر العماني وتحديدا مع صعود نجم الأحمر في البطولات الخليجية الأخيرة ابتداء من خليجي 17 في الدوحة وصولا إلى التتويج بمسقط في بطولة خليجي 19 ثم خليجي 20 في اليمن وفي العديد من المشاركات والتصفيات القارية والدولية المتعددة.

ولم يقتصر دور الراحل المخيني على ٤تقديم صورة تشجيع تقليدية بل قدم أنموذجا لأداء متفرد في التغني باسم المنتخب على المدرجات من حيث الصوت والصبغة العمانية الخالصة التي ذاع صيتها عبر شعاره الشهير الذي أطلقه “هذا العماني جاكم .. وشعاره سيفين والخنجر عمانية” والذي تحول مع الانتصارات المتوالية للأحمر العماني ومقارعته لأبرز المنتخبات الخليجية إلى شعار قوي ومعروف يضع له الآخرون ألف حساب واعتبار في مختلف المواجهات.

وامتاز المشجع الراحل حمد المخيني في لقاءاته الدائمة بابتسامته الودودة العابرة لحدود روتين العلاقات الرسمية، حيث ظلت صورته وعلى الدوام مثالا لحالة شعبية تعبر عن شخصية الإنسان العماني التلقائية والعفوية وبحضوره البشوش الذي يضفي أجواء حماسية مليئة بقيم المساندة الممزوجة بخفة الدم والأخلاق الرياضية مهما كانت النتيجة أو آلت إليه الأمور في الملعب حيث اعتاد المخيني في المدرجات ارتداء قميص يشكل بألوانه علم السلطنة الأحمر الأبيض والأخضر، المرصع بحب جلالة السلطان حفظه الله ورعاه واعتاد أن يضع صورة جلالته باستمرار إلى جهة القلب، بالإضافة إلى اعتياده وضع مجسم خشبي على رأسه لبرج الصحوة الذي يمثل معلم من معالم النهضة المباركة، وقد جسدت هذه الصورة على مدى سنوات طويلة قيمة تفاعلية وتعويذة لدى كل الجماهير العمانية الهائمة عشقا في المنتخب من حيث المعنى والدلالة حيث يوجه الجماهير واللاعبين وجوههم مع كل لقاء شطر المدرجات للاطمئنان على وجود القائد الذي لا يعرف التراجع أو الاستكانة عندما ينبري لمهمة قيادة التشجيع.

ومثل حب المنتخب بالنسبة للراحل حمد المخيني رسالة في مختلف المواجهات واللقاءات الكروية التي يخوضها منتخبنا الوطني، ومثلما كانت رسالته للمنتخب تتمثل في عدم الاستسلام حتى الدقيقة الأخيرة فإن المخيني نفسه التزم بهذه الرسالة خلال فترة مرضه الذي داهمه على حين غرة من خلاله إصابته بالجلطات ثلاث مرات متفرقة، فكان يخرج من كل تجربة أكثر تماسكا وقوة وإصراراً على الحياة، وقد بادله الجمهور الوفاء بالوفاء خلال فترة مرضه ولم ينقطع عنه الزائرون في منزله أو خلال فترة رقوده بالمستشفى خلال العامين الأخيرين، كما جسدت حكومة السلطنة أروع قيم الوفاء مع قائد المدرجات خلال تعرضه لنكسة صحية أثناء تواجده وعائلته في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في التاسع من سبتمبر من العام 2016 عندما تم نقله إلى السلطنة عبر طائرة خاصة لسلاح الجو السلطاني إلى أرض الوطن على إثر دخوله مستشفى المفرق بأبو ظبي ليوضع تحت الملاحظة المركزة لحين عبوره مرحلة الخطر.

وتتذكر الجماهير العمانية بالكثير من الحنين تلك اللحظات التي تم فيها اختيار المخيني في خليجي 17 بالدوحة ليشارك بزيه التقليدي الشهير مع مشاهير ونجوم الدول الخليجية في حفل افتتاح البطولة من خلال عرض كرنفالي قلّ نضيره، والمؤكد أن رحيل المخيني سيشكل فراغا كبيرا في الساحة التشجيعية إذ يمكن لمس ذلك من خلال البطولات الخليجية الأخيرة التي افتقدت فيها المدرجات لحضور المخيني بأسلوبه الفريد وأدائه المتفرد، وهو الفراغ الذي سيملؤه الشعار الخالد الذي أسسه المخيني العابر لكل المراحل والمؤثر في مختلف المواجهات الكروية الحاسمة “وشعارنا سيفين والخنجر عمانية “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى