مفتاح الأحمر بكأس آسيا

كتبت- ترياء البنا

ساعات قليلة وتنطلق منافسات العرس الآسيوي، والتي من المتوقع أن تكون أشرس من سابقاتها، مع التطور الكبير الذي تشهده معظم منتخبات القارة، وطموح جميع المشاركين بتحقيق إنجاز غير مسبوق لبلادهم، ومن بينهم منتخبنا الوطني الذي نعقد عليه الآمال بالوصول إلى أبعد نقطة ممكنة بالبطولة.

ولنكن واقعيين فلاعبونا جميعهم محليون، فلا يمكن أن نعد منتخبنا ممن يمتلكون العناصر المحترفة، لأن الدوريات المجاورة( خاصة التي ينشط بها لاعبونا المحترفين)، لا تفوق مسابقاتنا المحلية في شيء على المستوى الفني، على العكس مثلا من الدوري السعودي الذي يعد منذ عدة مواسم الأقوى في المنطقة العربية وليس الخليجية فقط.

وبنظرة عامة على حظوظ الأحمر بالكأس القارية، نستطيع القول بأن منتخبنا أمام فرصة كبيرة لتحقيق إنجاز أكبر من التأهل إلى الدور الثاني، ومعظم المتابعين لمنتخبنا يرجحون أنه سيكون الحصان الأسود لكأس آسيا، عطفا على الاستقرار الفني وكذلك الانسجام الكبير على مستوى اللاعبين، الذين يلعبون معا باستمرار منذ يناير 2020، مع تولي الكرواتي المخضرم برانكو إيفانكوفيتش مهمة قيادة الفريق، وهو الأمر الذي تفتقده معظم المنتخبات المشاركة، وما يهمنا منها مثلا المنتخب السعودي، منافسنا الأقوى في الدور الأول بالبطولة.

ورغم أن البعض يرى أن حظنا لم يكن جيدا، بمواجهة السعودية في أول مباراة، إلا أنني أخالفهم الرأي، لأن منتخبنا سيبدأ بشكل جيد، وبروح معنوية عالية في أول تحد بالبطولة يجيء عقب معسكر جيد بالإمارات نجحنا خلاله في الفوز على الصين والإمارات، بينما الأخضر عانى كثيرا ولازال يعاني تذبذب الأداء الذي خيم على جميع ودياته منذ تولي روبيرتو مانشيني قيادة الفريق، وآخرها مباراة الأمس الأخيرة قبل البطولة حيث تعادل أمام فلسطين بدون أهداف، كما أنه فاز بشق الأنفس أمام لبنان بهدف وحيد، فيما نخرت الإصابات قوامه، خلال معسكره الأخير الذي فضل إقامته بقطر.

كل هذه المقدمات ربما تكون مؤشرا قويا على تفوق منتخبنا في الوقت الحالي على المنتخب السعودي الذي يعيش مرحلة تجديد وتبديل منذ تولى الإيطالي مهمة قيادته، ويتبقى فقط الثقة بالنفس التي يجب أن يتحلى بها لاعبونا، لأن تحقيق الفوز على السعودية في أولى مواجهاتنا بالبطولة سيكون الدافع الأكبر للوصول إلى أقصى ما يمكننا الوصول إليه، حيث سيمهد لنا الطريق بداية لتخطي دور المجموعات، ومع توالي المباريات وحظوظنا بمواجهة منتخبات ربما نفوقها فنيا، قد تخدمنا الظروف بتحقيق إنجاز جديد، لأن لكل مباراة ظروفها الخاصة، كما أن الكرة عودتنا بأن عديد المنتخبات الجيدة قد تخسر لقاء هي الأكثر سيطرة عليه، ولكن الحظ عاندها ولم تكن في يومها، لذا علينا ألا نحكم مسبقا على قوة أي منافس سنواجهه، فقط علينا التحلي بالثقة بأننا الأفضل وأننا جئنا إلى قطر لنظل بها حتى آخر أيام البطولة.

الخلاصة.. مجموعتنا في الدور الأول ليست صعبة وتأهلنا منها إلى الدور الثاني منطقي جدا، لكننا نحتاج بشدة إلى الفوز بمواجهتنا الأولى أمام السعودية التي أذهلت العالم بالفوز على الأرجنتين بطل كأس العالم 2022، لأنه ببساطة( لمن يتابع الأخضر)، هذا منتخب مختلف عن منتخب مونديال قطر، وعلينا استغلال تدني مستوى الأخضر هذه الفترة، لأن الفوز بهذا اللقاء سيكون بإذن الله المفتاح الذي سيفتح لنا أبواب المنافسة على مصراعيها لتحقيق ربما أكثر مما نتمنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى