بوكسينج داي.. إلى كرة القدم.. ستكونين أنتِ الشجرة

كتب- يوسف حمدي

مبدئيا هو شيء ليس له علاقة بالملاكمة، كما أنه يقام كل عام، وفي كل عام تعاد مثل هذه الكلمات ولكن البعض يسألون أيضًا.

هكذا يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجولة التي يشتهر بها الدوري الإنجليزي الممتاز وتقام كل عام في اليوم التالي لـ “عيد الميلاد”، أي يوم 26 ديسمبر من كل عام، ويعتبر عطلة وطنية في “بريطانيا”.

ماذا يُميز هذه الجولة؟

يعتبر الـ “Boxing Day” من التقاليد البريطانية العريقة، حيث تقام كل مباريات البريميرليج في يوم واحد، 10 مباريات في نفس اليوم، وليس ذلك فحسب، بل إن معظمها يقام في وقت واحد، مما يترتب على ذلك ارتفاع نسبة المشاهدة كونه يوم عطلة رسمية في “بريطانيا”.

وتلعب الأندية في هذا الأسبوع 3 مباريات متتالية! (من السبت في الأسبوع الحالي إلى السبت في الأسبوع القادم)،
وذلك يدفع العديد من الأسر إلى الذهاب لمشاهدة فريقهم من قلب الملعب، أو إلم يقدروا على ذلك فيتوجهوا إلى الحانات والمقاهي كي يشاركوا بعضهم البعض الاحتفال بمشاهدة فريق كرة القدم المفضل لديهم.

ويحاول الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن يضع في هذه الجولة فرقًا من نفس المدينة أو من مدن قريبة من بعضها، حتى يتسنى للمشجعين الذهاب لتشجيع فرقهم من الملعب بسهولة.

ويحرص الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على أن تظهر هذه الجولة في أفضل صورة ممكنة، كونها  ما يُميز الدوري الإنجليزي الممتاز عن باقي الدوريات الأوروبية التي تكون في عطلة في هذا الوقت.

ولم يقتصر هذا اليوم على مباريات كرة القدم فقط، فتقام مباريات “الركبي” أيضا وبعض الألعاب الأخرى التي تحب الأسر أن تذهب لمشاهدة مبارياتها في يوم العطلة.

متى بدأ هذا التقليد؟

بدأ هذا التقليد عام 1860 بمباراة بين ناديين يعتبران من أعرق الأندية في العالم، ولكن قد لا تكون سمعت عنهما من قبل! (شيفيلد يونايتد – هالام)،
وأقيمت المباراة وقتها بقوانين تبدو غريبة بعض الشيء (قوانين نادي شيفلد)، حيث كان من حق لاعبي شيفلد أن يلمسوا الكرة بيدهم في الهواء!.

وبالرغم من أن هذا التقليد يعتبر مميزًا للدوري الإنجليزي عن باقي الدوريات الأوروبية، إلا أنه يؤثر على لياقة اللاعبين لبقية الموسم، وتوجه العديد من الانتقادات إلى الاتحاد الإنجليزي بسبب اعتقاد البعض أن هذا اليوم هو السبب الرئيسي في تدهور حال المنتخب الإنجليزي لكرة القدم.

هذا شرح مبسط، ومن الضرورة أن نسأل حوله سؤالًا، هل ما تم ذكره يستحق هذا الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون كل عام؟ وذلك بسبب عدم حصولهم على فترة راحة في منتصف الموسم،
الإجابة ستجدها في أماكن أخرى خارج إنجلترا، في إيطاليا التي رسخت مبدأ البوكسينج داي، وإسبانيا التي تفكر في الأمر ذاته.

التسويق والعائد المادي من هذا الأمر، بالإضافة إلى المتعة المقدمة للمستهلك وهو الجمهور بالتأكيد يستحق، أن تشرح الأمر في كل عام وفئة من الجمهور لا تفهم أي شيء من كل ما تقول سوى أنها ستشاهد 4 مباريات كرة قدم لكل فريق في إنجلترا في ظرف 96 ساعة، فقط أعطني المباريات واستمر في الشرح مع نفسك، لأنني سأسألك حول نفس الأمر في العام المقبل والعام الذي يليه، وفي الوقت الذي ستقص فيه الحكاية للمرة التاسعة والخمسين سأكون مشغولًا بمتابعة المباريات واحدة تلو الأخرى.

الاحتفال بالمناسبات السعيدة دائمًا عند جمهور كرة القدم يكون مرتبطًا بها، فما بالك إذا كانت أعياد الميلاد نفسها مرتبطة بكثافة المباريات، هل هناك هدية أفضل من هذه من الممكن أن تقدمها للجماهير؟ السؤال بصيغة أخرى، هل هناك ما هو أكثر جاذبية للشراء لكي تقوم بتسويقه؟.

الإجابة ستخبرك أن الفكرة ناجحة، وأن الكل سيخرج من هذه الأيام رابحًا، إذًا أهلًا بتعميم الفكرة حتى تصل إلى الدوري الهندي والصيني والموزمبيقي حتى، أهلًا بأي شيء يتعلق بكرة القدم وزيادتها في حياة مجاذيبها حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى