لاسيتسكين تتحدى الحظر الروسي وتحلم بأولمبياد طوكيو

(د ب أ)- توووفه

“أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام وأن أشارك بقوة في أولمبياد طوكيو… استعداداتنا للدورة الأولمبية القادمة في طوكيو بدأت من الدوحة. بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة كانت واحدة من أحجار الزاوية في استعداداتنا للأولمبياد”.

هكذا ، كان تعليق الروسية ماريا لاسيتسكين على فوزها بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي في بطولة العالم السابعة عشرة لألعاب القوى المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة والتي تعتبرها مثل العديد من الرياضيين المشاركين فيها بمثابة خطوة مهمة على طريق الاستعداد للأولمبياد.

ويضاعف من أهمية البطولة بالنسبة لهؤلاء الرياضيين هو أن المساحة الزمنية بين الحدثين تقتصر على عام واحد من ناحية ، إضافة إلى أن الأجواء والطقس حاليا في الدوحة ورغم انتقادات البعض له يتشابه إلى حد كبير مع نظيره في طوكيو خلال فترة إقامة الأولمبياد العام المقبل ما يعني أن تجربة هذه الأجواء يمنح العديد من الرياضيين بروفة جيدة للأولمبياد.

وتقام معظم منافسات البطولة الحالية داخل استاد “خليفة الدولي” بالدوحة حيث يستمتع الرياضيون والرياضيات وكذلك الجماهير داخل الاستاد بدرجة حرارة لا تزيد عن 25 درجة مئوية إضافة لنسب معتدلة من الرطوبة بفضل تقنيات التبريد المبتكرة في هذا الاستاد مثل باقي الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقررة في قطر ، بينما تقتصر مشكلة الطقس على المشاركين والمشاركات في سباقات الطرق (الماراثون والمشي).وستقام منافسات أولمبياد طوكيو في أجواء تتشابه مع تلك الأجواء خارج استاد “خليفة”.

وبخلاف الأجواء التي توجت فيها بالذهبية ، شهدت البطولة الحالية فوز لاسيتسكين بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي في بطولة العالم الثالثة على التوالي لكنها لم تتسلم الميدالية على أنغام السلام الوطني لروسيا لتكون المرة الوحيدة التي استمعت فيها للسلام الوطني لبلادها على منصة التتويج في هذه المرات الثلاثة هي نسخة 2015 .

ومثلما حدث في 2017 بلندن ، عزف سلام الاتحاد الدولي لألعاب القوى لدى تتويج لاسيتسكين بديلا للسلام الوطني الروسي كما رفع علم الاتحاد الدولي للقوى بديلا للعلم الروسي بسبب عقوبة الحظر المفروضة على الاتحاد الروسي لألعاب القوى منذ 2015 في ظل ممارسات تعاطي المنشطات في روسيا.

وأكدت لاسيتسكين /26 عاما/ أنها الملكة المتوجة على عرش الوثب العالي في العالم.

ولم تتردد لاسيتسكين مثل مواطنتها أنجيليكا سيدوروفا ، التي توجت قبلها بيوم واحد بالميدالية الذهبية لمسابقة القفز بالزانة ، في أن تطوف الملعب بدون العلم الروسي لتتلقى تحية الجماهير.

وما زالت ذهبيتا لاسيتسكين وسيدوروفا هما رصيد البعثة الروسية في البطولة الحالية حيث تضم البعثة الروسية 30 رياضيا ورياضية لكنهم جميعا يشاركون في البطولة كرياضيين مستقلين (محايدين) بقرار من الاتحاد الدولي للقوى كما يرتدون زيا لا يحمل اسم روسيا بخلاف القيود المفروضة على السلام الوطني والعلم الروسي خلال مراسم التتويج.

كما لا تظهر الميداليتان باسم روسيا في جدول ميداليات البطولة.

وأحكمت لاسيتسكين قبضتها على قمة منافسات الوثب العالي في العالم خلال السنوات الأخيرة ، وتطمح الآن في أن تكون البطولة الحالية والدفعة المعنوية التي نالتها من الفوز بالذهب للنسخة الثالثة على التوالي بمثابة حافز لها على الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو.

وكانت لاسيتسكين غابت عن فعاليات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بسبب الحظر المفروض على روسيا من قبل الاتحاد الدولي للقوى حيث كانت مواطنتها داريا كليشينيا نجمة الوثب الطويل هي الروسية الوحيدة التي سمح لها بالمشاركة في منافسات ألعاب القوى بأولمبياد 2016 .

ووصفت لاسيتسكين الحظر المفروض على روسيا بأنه “محزن” لأنه قد يحرمها مجددا من المشاركة الأولمبية.

ولم تتردد لاسيتسكين في الفترة الماضية في انتقاد الاتحاد الروسي للقوى كما تعهدت ، على موقع إنستجرام للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت الأسبوع الماضي ، بألا تدع هذا الحظر يحرمها من مشاركة أولمبية أخرى.

وذكرت لاسيتسكين على إنستجرام : “لن أتخلى عن مشاركة أولمبية ثانية على التوالي لأن أشخاصا بأعينهم لا ينجزون عملهم بشكل نزيه”.

وقالت ملكة الوثب العالي إنها ستتدرب خارج روسيا حال فرضت عقوبات جديدة حتى تستطيع الخضوع للاختبارات الدولية الدورية للكشف عن المنشطات كما ستكافح أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) ، إذا لزم الأمر ، من أجل الحصول على حقها في المشاركة بأولمبياد طوكيو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى