4-2-3-1.. هل وجد جوارديولا الخطة البديلة للمباريات الكبيرة؟

تقرير – أحمد مختار

خلال مسيرتي الكروية لعبت في عديد المراكز، لكن قبل مباراة نيوكاسل، جوارديولا أبلغني بأنني سأتواجد في مركز جديد نوعا ما، بعيدا عن الثلث الأخير كما جرت العادة مؤخرا، لأن الخصم يلعب بخماسي صريح في الخلف، لذلك جربنا معا فكرة جديدة”.

هكذا تحدث كيفين دي بروين، واحد من أفضل لاعبي الوسط بالعالم، إذا لم يكن أفضلهم فعليا بالموسم الحالي، بعد فوز السيتي على نيوكاسل بالكأس، وتقديمه عرضا جيدا، بعد أيام قليلة من الخسارة أمام تشيلسي في الدوري.

لكن فعلا هل جرب السيتي تكتيكيا مغايرا أمام الماكبايس؟

السيتي تحول بشكل صريح من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، دي بروين ترك مركزه بالأمام وعاد خطوات للخلف، ليصبح أقرب إلى ثنائي محوري مع جاندوجان Double Pivot، مع تواجد سيلفا بالمركز 10 بين محرز وستيرلينج وخلف خيسوس.

جاندوجان ودي بروين بقيا بالخلف، اقترب البلحيكي من محرز ووالكر وأوتاميندي، وفي الجبهة الأخرى يربط مع إلكاي ودافيد سيلفا وستيرلينج، وكأن دي بروين أصبح همزة الوصل بين الجميع في هذه الخطة.

قريب جدا من الدفاع والظهير والجناح الأيمن، وفي نفس الوقت لديه اتصال مباشر بالجهة الأخرى، ناحية دافيد سيلفا وستيرلينج، لذلك فإن سيلفا الإسباني أًصبح بالمركز 10 في بعض الأحيان كصانع لعب صريح خلف ثنائي الارتكاز.

مع ثنائي المحور، أصبح هناك سهولة لصعود ميندي ووالكر على الأطراف، وسرعة أكبر في نقل الكرات في وبين الخطوط، بالإضافة إلى تحكم أكبر في المرتدات، لقدرة دي بروين وجاندوجان على الارتداد بسهولة لسابق تمركزهم في مناطق بعيدة عن مرمى نيوكاسل، بالإضافة إلى إجبار أجنحة أصحاب الأرض على البقاء في نصف ملعبهم للدفاع، مما يجعلهم في أشد الحاجة لقطع أمتار أكثر.

ما حدث أمام نيوكاسل كان “بروفة” لما حدث بعد ذلك ضد ليفربول، التخلي عن بعض الاستحواذ، والابتعاد عن 4-3-3 بعض الشيء، في سبيل التحول إلى رسم 4-2-3-1، ووضع لاعب صريح في المركز 10. أمام نيوكاسل كان دافيد سيلفا هو هذا اللاعب، لكن بسبب كبر سن الإسباني ونقص لياقته، جلس على الدكة أمام بطل الدوري، ليلعب زميله البلجيكي في هذا المركز المتقدم القريب من مرمى الخصوم، ويتواجد الثنائي رودري وجاندوجان في المنتصف، لمزيد من التأمين الدفاعي أثناء ضغط كلوب ورجاله.

لكي تتعب ليفربول برسم 4-2-3-1، يجب أن تملك ثنائي محوري متنوع، أحدهما قوي بدنياً والثاني مميز في الحيازة والتمرير، مع قلبي دفاع لديهما نفس المزايا، ومجموعة لاعبين سريعين في وبين الخطوط، لإيذاء الليفر أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم. تشكيلة مان سيتي بتواجد جاندوجان، رودري، لابورت، وأمامهم دي بروين، فودين، وستيرلينج، وجدت لتخلق المشاكل لدفاع ليفربول ووسطه، بالتحديد في المساحة خلف لاعبي الارتكاز، وداخل القنوات الشاغرة خلف وأمام وبين الظهيرين.

صحيح أن ليفربول أضاع فرصة مؤكدة في البداية، لكن بعد ذلك كان السيتي الطرف الأخطر، سواء في الخروج بالكرة من الخلف إلى الأمام، في ظل تواجد جاندوجان بالقرب من إيدرسون، وأمامهما رودري، وعلى اليمين واليسار جارسيا ولابورت، مما يجعل تنفيذ الضغط العكسي صعباً، كذلك بمجرد خروج الكرة بشكل صحيح من الخلف، أو حتى ضياع فرصة لهجوم ليفربول، فإن المساحات تظهر في وبين الخطوط، خلف فابينيو المندفع باستمرار، وحول كل من أرنولد وروبرتسون، لذلك مرر دي بروين كرات قاتلة، وأجاد ستيرلينج وفودين في خلق الفراغات واستغلالها بالعمق وعلى الأطراف.

استعان جوارديولا مؤخراً بصديق عمره خوانما ليو، ليكون مساعده الجديد، رجل من مريدي خطة لعب 4-2-3-1 منذ أيام تواجده في إسبانيا ثم المكسيك. يقول ليو عن طريقة 4-2-3-1: “إنها تعطي الانتشار الأفضل علي أرضية الملعب، تشعرك وأنت في الخارج كأنك تملك المستطيل من أوله الي أخره. وتعطي ميزة أكبر للاعب الأطراف لأنه يملك مساحة وقدرة أكبر علي التعامل مع الظهير الخصم، مساحة أكبر من طريقة 4-4-2 التي تجبر الجناح علي مواجهة مباشرة مع الظهير. هي إستراتيجية تعطيك مع الانتشار، خيار التمرير والضغط، لأنك في الهجوم تلعب بخمس لاعبين وأمامهم مهاجم صريح وبالتالي تستطيع تطبيق السيطرة علي الفريق المنافس”.

هجومياً تحول السيتي إلى ما يشبه 4-2-2-2، بتواجد دي بروين وخيسوس في الأمام، بين أظهرة الليفر ودفاعه، بينما يتمركز الثنائي فودين وستيرلينج خلف ارتكاز المنافس مباشرة، في المنطقة بين الدفاع والوسط. وعندما يضغط الليفر كعادته بدخول الجناحين في العمق رفقة فيرمينو، فإن صلاح وماني وزميلهما البرازيلي وجدوا صعوبة بالغة في قطع الكرات، لأن جوارديولا يؤمن مناطقه بثنائي محوري وقلبي دفاع، وحارس مرمى، أي 5 ضد 3 أو 4 في حال صعود فينالدوم.

حتى في الحالة الدفاعية فإن وجود لاعبي ارتكاز وليس واحد في المركز 6، منع فيرمينو من ممارسة هوايته المفضلة، بالعودة إلى المنتصف من أجل الاستلام، والدوران أو اللعب من لمسة واحدة، بسبب وجود ثنائي محوري حوله، أحدهما يراقب الآخر يضغط سريعاً، لذلك قلت فعالية البرازيلي نهائياً، بلا فرص أو حضور كعادته.

“النتائج التي حققها ليفربول لايمكن لأحد أن يوقفها، لكن ما قمنا به في هذه السنوات شيء فريد و إستثنائي ولن يتغير لأننا هزمنا ليفربول أو خسرنا ضدهم. عندما يفوز فريق واحد بـ 8 من 10 ألقاب هذا لأنهم رائعون، لا أحتاج مباراة ضد ليفربول لتؤكد أن فريقي كان رائعاً،” بيب جوارديولا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى