رونالد كومان.. حظًا سعيدًا مع وظيفة الأحلام في برشلونة!

تقرير – محمد يوسف

بعد يومين من إقالة كيكي سيتيين، وبعد يوم واحد من رحيل إريك أبيدال كمدير رياضي، تأكد تعيين رونالد كومان في مقعد القيادة الفنية لبرشلونة، ليشير الإعلان: “مرحبًا بك في المنزل!”، ويصفه موقع النادي على الإنترنت بأنه “واحد منّا”.

كانت هذه “عودة أسطورة البلوجرانا”، والتي ستكون مهمتها الأولى، للمفارقة، هي التخلص من بعض الأساطير الأخرى في النادي، ربما أساطير أكثر نجاحًا منه شخصيًا. وكما قال رئيس النادي بارتوميو: “لقد حان الوقت لتقديم وداع مشرف للاعبين الأسطوريين”، وكشفت هوياتهم من خلال غيابهم عن قائمة “غير القابلين للمس”.

كما أضاف بارتوميو: “اخترنا كومان لأنه يعرف برشلونة”. نحن نعرفه جيدًا ونعرف كيف يفكر وكيف تلعب فرقه. ولكن أيضًا لتجربته، لأنه كان ضمن فريق الأحلام ليوهان كرويف، وبسبب طريقته في فهم كرة القدم. إنه يعرف فلسفتنا وطريقتنا في اللعب”. أياكس، وبرشلونة، وكرويف، وهولندا، العناصر الكلاسيكية مرة أخرى!

رونالد كومان

لعب كومان تحت قيادة كرويف في أياكس، ثم انضم إليه لاحقًا في برشلونة. لاعب وسط يمكنه أن يلعب في مركز قلب الدفاع، والذي سجل 88 هدفًا في ستة مواسم، والتي فازوا فيها بكأس أوروبا وأربعة ألقاب متتالية للدوري. كان كومان مقرّبًا من بيب جوارديولا، الشاب القادم والمختلف بالفعل. ثم أصبح مساعدًا للويس فان جال ودرب أياكس، وهو النادي الثاني من بين تسعة أندية يدربها، بالإضافة إلى المنتخب الهولندي.

لم يُخفِ كومان أبدًا حقيقة أن تدريب برشلونة كان طموحه دائمًا، ولم يكن ذلك مجرد كلام بدون معنى؛ فهنالك سبب لقبوله هذه الوظيفة الآن، بالتكلفة المحتملة وتضييع فرصته لأخذ هولندا إلى بطولة اليورو، وفي وقت يبتعد فيه النادي عن فترات قوته، مع العلم أنه حتى إذا حقق نجاحًا مذهلًا، فمن المحتمل أن يرحل مرة أخرى بعد تسعة أشهر، إذا جاءت الانتخابات القادمة بإدارة أخرى غير إدارة بارتوميو.

هذا الارتباط الوثيق مع برشلونة وكرويف يفتح الأبواب، وغالبًا ما يكفي من تلقاء نفسه، وربما يخفف أيضًا من الشكوك عند وصول المدرب الجديد.

يتحدث كومان عن رغبته في تطبيق الضغط العالي والبناء من الخلف والسيطرة على الاستحواذ، بالرغم من وجود البرجماتية والقدرة على التكيف أيضًا، كما قال: “لطالما أعجبت بكرويف بسبب أفكاره، لرغبته في لعب كرة قدم جذابة، لكنني مدافع: كان علي أن أصلح الأمور وقد أثر ذلك على أفكاري”. ومع ذلك، ما إذا كان هذا الفريق يسير حاليًا بالفعل على خطى كرويف أم لا، فهذا سؤال مطروح بشدة. وقد يعرف كومان أن “طريقتنا في اللعب”، على حد تعبير بارتوميو، ليست واضحة من الأساس.

بجانب أن المدربين لا يفعلون دائمًا ما يريدون، بل يفعلون ما بوسعهم. يجب أن يتغير ذلك أيضًا، فبرشلونة بالتأكيد ليس النادي أو الفريق الذي كان عليه سابقًا، وهذا هو مربط الفرس.

خلال الأيام القليلة الماضية، عادت إلى الظهور مقابلة رائعة مع كومان من شهر يناير 2019، يتحدث مع قناة Esport3، حيث كان يحذر من المستقبل الذي سيواجهه برشلونة، وقال: “سواريز تخطى الثلاثين، ميسي تخطى الثلاثين، بيكيه تخطى الثلاثين، بوسكيتس تخطى الثلاثين. لا يزال أمامهم بضع سنوات، نعم، ولكن ماذا بعد؟ عليك أن تتغير، لأن هؤلاء هم أعمدة الفريق بأكمله. سيكون لديك حارس مرمى، لكن ليس لديك قلب دفاع أو لاعب محوري أو قلب هجوم أو ميسي. إذًا حظًا سعيدًا”.

وكما اتضح، كان تقدير بضع سنوات هو تقدير متفائل بعض الشيء، وأًصبح استبدال هذا العمود الفقري هو مهمة كومان الأساسية الآن. هناك ضرورة اقتصادية وسياسية أيضًا، في محاولة لاستعادة السلطة من غرفة الملابس وتخفيف الخسائر التي تزيد عن 300 مليون يورو خلال موسم 2019-20، لتقليل فاتورة الأجور المتزايدة باستمرار. هذه ليست مجرد مسألة أعمار لاعبين ومن سوف يخلفهم، لكن خطة برشلونة هي اللجوء إلى الشباب، والأهم من ذلك، هو استبدال الحرس القديم، وعلى الفور.

رونالد كومان

عندما سُئل بارتوميو عن اللاعبين الذين لن يُعرضوا للبيع، وغير قابلين للمس، ذكر أسماء مارك أندريه تير شتيجن، وكليمان لونجلي، وعثمان ديمبيلي، ونيلسون سيميدو، وفرينكي دي يونج، وأنسو فاتي، وأنطوان جريزمان، كما ذكر ميسي أيضًا، وهو الوحيد الذي يتجاوز عمره الثلاثين. والأهم من ذلك، أنه لم يذكر بيكيه أو بوسكيتس أو سواريز أو جوردي ألبا، كما لم يذكر إيفان راكيتيتش أو أرتورو فيدال أو فيليب كوتينيو.

الاستثناء بالطبع هو ميسي، والذي قال عنه كومان في مقابلته السابقة: “إنه يحتاج إلى قدر من الحرية. يتعين على الآخرين العمل للتأكد من أنه سيكون في أفضل مكان له”. كما أصرّ بارتوميو: “أخبرني كومان أن ميسي هو حجر الأساس في خطته”. لكن ليس هناك تأكيد حتى الآن أن ميسي يشعر بنفس الشيء.

قد يحتاج ميسي إلى بعض الإقناع لقيادة الشباب، بدلًا من الاستمرار في اللعب مع زملائه القدامى. ويبدو أن هذا هو ما ينوي النادي القيام به، أو هكذا يقولون، وهنا يأتي دور رونالد كومان. كما قال: “نحن هولنديون، لا نخشى اشراك الشباب، لقد تعودنا على القيام بذلك. إنني أقول دائمًا عندما أملك لاعب يبلغ من العمر 30 عامًا وآخر يبلغ 22 عامًا يلعبان بنفس المستوى، فسوف أختار اللاعب الأصغر لأنه المستقبل. عليك أن تشرك الشباب وناشئي النادي، إذا كانت لديهم القدرة اللازمة. وأنا دائمًا أؤيد ذلك، لأنهم يعرفون كيف يلعب فريق برشلونة، وإذا لم تملك هذا اللاعب فعليك أن تبحث عنه في الخارج”.

نجاح كومان مع فريق هولندي شاب يعزز فكرة أن هذه مهمته الأولى، ثم هناك تجربته مع فالنسيا عام 2008، عندما تخلص من ديفيد ألبيلدا وسانتي كانيزاريس وميجيل أنجيل. بعبارة أخرى، سوف يملك كومان الجرأة والشجاعة والقوة والشخصية التي افتقدها كل من إرنستو فالفيردي وكيكي سيتيين، وسيقف في وجه اللاعبين، ولن يخضع لهم. باختصار، سوف يجبرهم على الخروج من النادي.

رونالد كومان

بصرف النظر عن المنطق المشكوك فيه بأن اللاعبين الأكبر سنًا هم من يجب أن يتم طردهم، فالأمر ليس بهذه السهولة. حيث كانت الاتهامات الموجهة لفالفيردي وسيتيين، وهما رجلان يفتقران إلى دعم مجلس الإدارة، غالبًا اتهامات انتهازية بقدر ما كانت غير واقعية.

بالإضافة إلى ذلك، يصعب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، ممن يتقاضون رواتب كبيرة، الذهاب إلى أي مكان آخر، بل ويصعب أكثر عندما تعلن للجميع أنك تريد التخلص منهم. لا يزال الأمر صعبًا في سوق مثل هذا، وعندما يعلم هؤلاء اللاعبون أنه بفضل الانتخابات في شهر مارس العام المقبل، قد يرحل كل من المدير الفني والرئيس نفسه. فيكتور فونت، المرشح المفضل حاليًا ليكون الرئيس القادم لبرشلونة، أكد بالفعل أنه بغض النظر عن مدى جودة أداء كومان، فإن مدربه سيكون تشافي.

برشلونة حاول وفشل في التخلص من راكيتيتش الصيف الماضي، كما ذكر وكيل أعمال بوسكيتس، والذي يمثل أيضًا سيرجي روبرتو، إن عملائه لا ينوون مغادرة الفريق، كما جدد جوردي ألبا عقده مؤخرًا، وسواريز ليس في عجلة من أمره. إذا لم يغادر هؤلاء، فماذا سيحدث؟ من المفترض أن تأتي القوة من الأعلى، ولكن بينما يعرف رئيس برشلونة كيف ينجو بنفسه، إلا أنه أظهر مهارات أقل بكثير في ممارسة سُلطاته.

هناك شيء مثير للفضول حول تجربة فالنسيا أيضًا، حيث قاد كومان المعركة نيابة عن الرئيس خوان سولير، وتحول الأمر إلى كارثة، كانت خمسة أشهر غير سارة للغاية. كان الشاب خوان ماتا، البالغ من العمر 19 عامًا، ممتنًا دائمًا للفرصة التي أتيحت له، كما فاز فالنسيا بكأس الملك، لكن عملية الإقصاء ​​انتهت في المحكمة، وأصر اللاعبون على أن الفوز بالكأس كان بسبب غرفة الملابس وليس المدير الفني. تم تجاهل كومان، المنعزل والوحيد، في الليلة التي رفعوا فيها الكأس، وتمت إقالته بعدها بأيام، بفارق نقطتين فقط عن مناطق الهبوط.

لم تكن تلك الأزمة من صنعه، لكن قليلون من شعروا بالأسف على رحيله. هذه الأزمة مع برشلونة ليست من صنع كومان أيضًا، ولكن بشكل ما يجب عليه هو إصلاحها، وبسرعة. إذًا حظًا سعيدًا، فقد تحتاجه.

 

*تقرير مترجم من صحيفة الجارديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى