ما بين جوارديولا وأرتيتا.. كرويف حاضراً في البريمرليج

تقرير – أحمد مختار

مانشستر سيتي لا يزال بعيدا عن الترشيحات، ولا يكمل أبدا 90 دقيقة بوتيرة ثابتة، وجوارديولا لديه مشاكل واضحة هذا الموسم، سواء في كثرة الإصابات أو الغيابات، ضعف الميركاتو، فقدان السيطرة بعض الشيء بعد الخروج من ليون أوروبيا في الصيف،

لكن ما قدمه السيتي ضد أرسنال في الدوري بالأمس شيء جدير بالرصد والتقدير، لأن الفريق لعب بخطة جديدة تماما، نجح من خلالها في التغلب على غياب لابورت، دي بروين، أهم عناصره دفاعا وهجوما.

يوهان كرويف

” معظم الناس تعتقد أن ارتكاب خطأ يعني مشكلة كبيرة، لكنني أرى أن إرتكاب خطأ بداية حقيقية نحو محاولة مختلفة، أنت لن تنجح أبداً طالما لا تخطيء، هكذا الحياة وكذلك كرة القدم. المهم أن تتعلم من أخطائك وتحاول من جديد، وقتها النجاح سيكون مختلف ”

هذا هو منطق العّراب ” يوهان كرويف ” في اللعبة، فعل شيء جديد والدخول إلى عش الدبابير حيث لا صوت يعلو فوق صوت تكسير العظام. يوهان لاعباً ومدرباً وإدارياً ومستشاراً، إنه الأفضل على الإطلاق في كل شيء، هو ذلك اللاعب الذي عرف بالجناح الطائر لتفوقه وتميّزه وقيامه بأشياء عجيبة مع أجاكس وبارسا والطاحونة،

كذلك لا ننسى أبداً إبداعه غير العادي في إنتاج فريق من لا شيء، الدريم تيم الكاتلوني الذي كتب أجمل ألحان كرة القدم في النصف الأول من التسعينات، اعتزل التدريب لكنه ظل في قلب كرة القدم، بأرائه ونصائحه ومشورته لكل تلاميذه وعشاقه ومريديه.

مدرسة يوهان كرويف هي ملاذ الكرة الهجومية، والتنوع في الأداء، اللا مركزية وتغطية أكبر قدر ممكن من المساحات، إنها الرومانسية في أعظم صورها على الإطلاق.

كرويف  اختار تشكيلته التاريخية، ياشين في الحراسة، بيكنباور، كارلوس ألبرتو، رود كرول بالدفاع، بيب جوارديولا ارتكاز، ديستيفانو وبوبي شارلتون لاعبي وسط على الأطراف، مارادونا صانع لعب خلف الثلاثي الرهيب كيزر، بيليه، جارينشيا.

بعيداً عن الأسماء لعب يوهان برسم قريب مع فريقه التاريخي المعروف باسم “الدريم تيم” خلال النصف الأول من التسعينات، خطة 3-3-1-3 التي تتحول في الهجوم إلى 3-4-3 دياموند بينما في الدفاع من الممكن أن تبقى على نفس الحال أو تعود إلى 4-3-3 بتراجع لاعب الارتكاز إلى الدفاع وغلق الوسط بثلاث لاعبين أمامهم ثلاثي هجومي آخر.

يقول رود كرول ” حينما أصعد من الظهير إلى الجناح فإني أقطع مسافة تصل إلى 70 متر، وفي العودة أيضاً 70 متر، وبالتالي سوف أبذل جهد غير طبيعي. لكن إذا قام لاعب الوسط بتغطية مكاني وتحول الجناح إلى منطقة الوسط لإتاحة المساحة الكافية لسرعتي، هنا سوف تقتصر المسافة إلى حد كبير، بدلاً من الجري 1400 متر سأجري 1000 فقط، وسأوفر 400 متر، وهذه هي الفلسفة !”

السيتي أمام أرسنال، جوارديولا لعب بنفس الرهان تقريبا، رسم 3-3-1-3 مع تغيير شامل في مراكز اللاعبين،

روبين دياز ليبرو، على يمينه ووكر ويساره أكي

رودري ارتكاز ومدافع إضافي، كانسيلو لاعب حر، برناردو قريب منه

ستيرلينج وكأنه بالمركز 10 في العمق

محرز وفودين على الأطراف.. أجويرو مهاجم

تشكيلة بارسا دريم تيم بعد قدوم روماريو،

كومان ليبرو، ومعاه سيرجي وفيرير

جوارديولا ارتكاز، أوزيبيو حر، ولاودرب صانع لعب

باكيرو خلف الهجوم

تشيكي وستويشكوف وروماريو بالهجوم.

ووكر كان قريبا جدا من أوباميانج، لاعب سريع أمام آخر. وكانسيلو بمثابة العنصر الإضافي في الوسط، من أجل خروج الكرة ونقل الهجمة من الدفاع إلى الوسط والهجوم، تجاه برناردو وستيرلينج.

الحقيقة أن أرتيتا جعل أرسنال أفضل، لكن لا يزال الفريق يفتقد إلى الشراسة الهجومية والخيارات المتنوعة، مما يجعل رأسمال الفريق عبارة عن بيلد آب + تحولات سريعة،

أو بمعنى أوضح جذب الفريق الهجومية إلى مناطقه، ومن ثم ضربهم بتمريرة قطرية فهجمة معاكسة بجعل أوباميانج في موقف 1 ضد 1.

هذا حدث مع السيتي في مباراة الكأس وتفوق أرتيتا بجدارة، لكن في الدوري فهم جوارديولا الدرس، ولم يندفع كالعادة هجوميا بل وضع عدد كبير من لاعبيه في نصف ملعبه، وهاجم عن طريق استغلال المساحات باللاعبين أصحاب السرعات، مثل فودين، برناردو، محرز، كانسيلو.

في الشوط الثاني، السيتي لم يهاجم ولم يصنع فرص، لكنه قتل المباراة سواء بالاستحواذ السلبي أو حتى خلق الفراغ لانطلاقات محرز يمينا بمركز كانسيلو الجديد، ثم دخول جاندوجان وخروج أجويرو، وقتل نسق المباراة تماما.

السيتي لا يزال غير جاهزا، وجوارديولا مشاكله أكثر من نقاط قوته، لكن تغيير كان مطلوبا أمام أرسنال أرتيتا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى