فرصة أخرى أخيرة!

كتبت- ترياء البنا

بعد عثرة البداية أمام المنتخب السعودي، يستعد أحمرنا لخوض تحد جديد بكأس آسيا، ومع توقع الغالبية العظمى، خسارة مواجهة السعودية الافتتاحية نظرا لعوامل كثيرة يعلمها القاصي والداني، إلا أن الانتقادات بلغت أشدها بعد اللقاء، وخاصة تلك التي طالت المدير الفني للمنتخب برانكو إيفانكوفيتش، الذي تراجع مع الربع الأخير من المباراة إلى الخطوط الخلفية محاولا المحافظة على تقدمنا بالنتيجة.

ربما يرى البعض- وأنا منهم- أنه ليس محبذا أبدا الانتقاد سواء للاعبين أو الجهاز الفني في خضم أية بطولة، خاصة أننا لازلنا في بداية المشوار وهناك فرص أخرى متاحة وبقوة للتعويض، ولكن أرى أن هؤلاء المنتقدين (الذين هاجمهم بعض الإعلاميين بشدة)، ليسوا ثلة تدمر أشرعة سفينتنا، بل إنهم مواطنون صالحون، غيورون على بلدهم، لأن هذا الانتقاد سببه الرئيسي- من وجهة نظري- أنهم( ونحن معهم)، عشنا لحظات وردية أثناء المباراة، وخاصة في الشوط الأول الذي انتهى لصالحنا، فكنا قد أجزمنا بالفوز ،غير المتوقع، على الأخضر السعودي، ورحنا نتخيل القادم بعد تصدر المجموعة وضمان التأهل للدور الثاني، بقدرتنا على الوصول بعيدا في البطولة القارية، التي نمني النفس فيها بتحقيق إنجاز كبير لكرتنا، أسوة بأشقائنا الذين حصدوا لقبها ولو لمرة واحدة.

لقد عشنا خلال المباراة شعور الانتصار والفخر، وهو الشعور الذي سلب منا في الرمق الأخير من المباراة، لذا فمن البديهي انتقاد التراجع، والاعتماد على الكثافة الدفاعية بهذا الشكل المبالغ، الذي كان صدمة كبيرة وخيبة أمل للجمهور، حتى وإن كان المدرب قد سيطرت عليه الرغبة بتحقيق نتيجة إيجابية أمام خصم مرشح لنيل اللقب، لأنه وبكل تأكيد هدف إلى ذلك، وربما فكر بأنه حتى لو عاد الأخضر للقاء، فربما يحقق التعادل على أقصى تقدير، ولكن المخضرم نسي أنه يواجه السعودية بلاعبيها الأكثر خبرة، لأنه بمجرد إحراز الأخضر هدف التعادل راودنا الإحساس الكروي بأنه سيسجل الهدف الثاني، فمن ينتقد الخسارة ليس عدوا للمنتخب بل هو الجمهور الذي تلعب البطولة لأجل إسعاده وفخره بمنتخب بلاده.

أخيرا.. مع صافرة نهاية اللقاء الافتتاحي، وخسارة التحدي الأول( المتوقعة)، يدخل المنتخب تحديا آخر، يمثل الفرصة الأخيرة، ليس فقط للمنتخب للتشبث بحظوظ التأهل، وتجنب الخروج المبكر من البطولة الأكبر على مستوى القارة، ولكن أيضا لبقاء لاعبينا في الصورة وتقديم أنفسهم وكرة عمان بشكل أفضل، في ظل تطور المنتخبات الأخرى، وكذلك للحفاظ على ما تبقى من ثقة في الجهاز الفني للمنتخب بقيادة برانكو، لأننا وإن كنا غير مرشحين للوصول بعيدا في البطولة، إلا أننا نعتبرها مسرحا مهما وقويا لتجهيز الأحمر لمشوار التأهل إلى كأس العالم، فليس أفضل من البطولة القاربة لإعداد المنتخب لمواجهات التصفيات المزدوجة، لذا فمباراة تايلاند تمثل للأحمر عنق زجاجة، وعليه الخروج منه سالما وبكامل قوته لاستكمال مشوار هام قادم يحمل طموح التأهل لنهائيات كأس العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى