خليجي للأبد..

كتب- خميس البلوشي

هذا العنوان كان شعاراً لدورة كأس الخليج الماضية في الكويت، وهو يمثل اختصارًا للبعدين الرياضي والجغرافي لهذه المنطقة من العالم التي تعيش كل عامين حالة رياضية كروية خاصة كان -ولا يزال- لها عظيم الأثر في قلوب كل الساكنين ..

قرابة نصف قرن من الزمان وكأس الخليج لكرة القدم تواصل تألقها من دولة إلى أخرى، وتستعيد بريقها من ملعب إلى آخر وتجدد صلاحيتها وشبابها مع صافرة المباراة الافتتاحية..

هي البطولة التي تسكن أنفاس أحبائها رغم كل السنين التي مضت والأحداث التي مرت عليها، وهي البطولة التي تواصل ضجيجها المحبوب داخل الملعب وخارجه لتكون كما قلنا دائماً حدثاً جميلاً يدخل شعاعه الذهبي إلى جميع البيوت الخليجية التي باتت شاهدة على حكايات كثيرة وتفاصيل أكثر..

ولأن الحكايات الجميلة لها نهايات تتجدد فها هي خليجي 24، على بعد أيّام قليلة لتعلن فتح بوابات الملاعب للفرق الثمانية التي تشد الرحال إلى العاصمة القطرية الدوحة، التي تحتضن هذا اللقاء الخليجي الجميل للمرة الرابعة.

وقد أصبحت اليوم وبكل فخر بلداً استثنائياً في تنظيم الأحداث الرياضية بمختلف أشكالها ويشهد لها العالم أجمع بذلك ويكفيها أنها ستكون وجهة العالم في مونديال 2022، وسط استعداد كبيرة لإبهار الكرة الأرضية ببطولة استثنائية..

هنا قطر بكل مدنها الجميلة التي ترحب بأهلها وأحبابها وهنا خليجي 24 التي اكتمل عقد منتخباتها المشاركة قبل أيام لتقول للجميع بأنها لن تتنازل عن تاج عرشها السعيد المطرز بالجواهر الثمان..

وهنا فريقنا العماني الذي يسافر هذه المرة للدفاع عن لقبه الذي حققه في النسخة الماضية في وطن النهار الكويت والتي عاشت معه الجماهير الوفية ألف ليلة وليلة من الأفراح والليالي الملاح..

الأحمر العماني بقيادة فنية هولندية جديدة يريد أن يكسر القاعدة التي تقول بأنه لا يوجد فريق خليجي فاز باللقب مرتين متتاليتين منذ بداية نظام المجموعتين في خليجي 17 بالدوحة، الشاهد الحقيقي اليوم أن المهمة صعبة جداً لكنها لا تقترب من المستحيل، على الأقل عطفاً على ما قدمه الأحمر في التصفيات الآسيوية المزدوجة وكذلك عطفاً على مستويات الفرق الأخرى المشاركة التي ارتفع نسق أدائها ونجومية لاعبيها ..

نقول مرة أخرى اليوم بأن دورات كأس الخليج لا تعترف كثيرًا بالفريق الأفضل فنيًا، ولذلك علينا أن نتوقع كل شيء ونفتح دفتر الحسابات لنضع الكثير من الفرضيات والتخمينات، كأس الخليج لا تخضع للكثير من المعايير الفنية داخل الملعب فهي ذات أبعاد إعلامية وجماهيرية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، ولنا في هذا الأمر شواهد كثيرة لا يتسع المكان لسردها ..

ستعود ملاعب قطر لاحتضان كأس الخليج، وستعود الجماهير الخليجية للمدرجات وأمام شاشات التلفاز تتابع بشغف هذا الحدث الجميل، وستعود الحياة إلى غرف التعليق والمؤتمرات الصحفية والمراكز الإعلامية والعناوين الساخنة والتصريحات التي تنفرد بها بطولة أهل الخليج..

كأس الخليج تقترب من عامها الخمسين وقد رسم الدهر على صفحاتها الكثير من الفرح والدموع، وهي التي تقترب من عامها الخمسين لتصبح أكثر شباباً وتلبس ثوبها العنابي هذه المرة مُرحِبةً بكل أهل الخليج على مدى أسبوعين من الزمان ..

ستبقى كأس الخليج محبوبة الجماهير الخليجية رغم كل الضغوطات والتجاذبات، ستبقى لأنها ليست مجرد أيام معدودات من المنافسة الكروية، بل لأنها ذاكرة الرياضة في منطقة الخليج، بطولة ننتظرها شوقاً عندما تغيب ونستقبلها فرحاً عندما تعود، لتبقى فعلاً خليجي للأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى