طارق ذياب: قطر بطلة المونديال.. إنجاز المغرب لم يأت بالصدفة

(د ب أ)-توووفه

رغم خروج المنتخب القطري من دور المجموعات، يعتبر الكثيرون أن قطر حققت بطولة بالفعل في كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة على أرضها بعدما أبهرت العالم وردت على كل المشككين والمنتقدين بشكل عملي على أرض الواقع، وهو ما أكده نجم الكرة السابق ووزير الشباب والرياضة التونسي السابق طارق ذياب.


واستعرض طارق ذياب خلال مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) رؤيته لروعة التنظيم القطري للمونديال وكذلك إنجاز المنتخب المغربي في البطولة، كما ألقى الضوء على مشكلات كرة القدم التونسية وأسبابها والحلول المقترحة، مؤكدا أنه لا يزال يتمسك برحيل رئيس الاتحاد التونسي الحالي وديع الجريء وإصلاح منظومة التحكيم.


وقال ذياب بشأن التنظيم القطري:”بالنسبة لي وللجماهير التي تابعت المونديال والتي جاءت إلى قطر لتحضر الفعاليات وتشاهد هذا الإنجاز الكبير للدولة القطرية، لا أرى أن اللقب الحقيقي لكأس العالم هو لفرنسا أو الأرجنتين (حيث يلتقي المنتخبان بعضهما البعض في النهائي)، وإنما قطر فقط هي التي فازت بكأس العالم.”


وأضاف :”تقريبا منذ عام 2010 (حينما حصلت قطر على حق الاستضافة) حتى 2022، كان هناك حقد وهناك دول تنافس قطر ودول تهاجمها ودول لا تحب أن تنجح قطر في تنظيم المونديال، وكان هذا أمرا خطيرا لدولة قطر، وقد كان الرهان كبيرا على المسؤولين القطريين.”


وتابع :”بالنسبة لي أرى أن قطر هي التي فازت بكأس العالم، لأن كلا من منتخبي الأرجنتين وفرنسا قد لعب وتنافس لمدة شهر واحد، ولكن قطر لعبت طوال 12 عاما ضد منافسين كبار ودول كبيرة، واليوم نجحت بشهادة جماهير تلك الدول.”
وأضاف عن انطباع الجماهير قائلا :”الجماهير التي جاءت، خاصة من الغرب، هم سفراء الحقيقة ويمررون لشعوبهم إن دولنا وحكوماتنا كذبوا علينا ولم يحبوا نجاح قطر، لأن ما رأته الجماهير في قطر لم تشاهده في أي دولة أخرى.”


وتابع :”أعتقد أن العديد من الجماهير، خاصة الغربية، حضروا في مونديال روسيا ومونديال البرازيل وربما جنوب أفريقيا، ولم يشاهدوا مثل المعاملة التي وجدوها في دولة قطر للجماهير، فلم يكن هناك في النسخ السابقة مترو بالمجان على سبيل المثال، أين رأينا مترو بالمجان في أي مكان في العالم؟.”


وأضاف :”مترو الدوحة تكلف ملايين كثيرة على الدولة القطرية، لكن هذا الشعب والعائلة الحاكمة ذوي قلب كبير ويحبون النجاح لبلادهم حقا، هو ليس نجاحا لقطر وحدها وإنما نجاح للأمة العربية والدول العربية، لهذا يمكن أن أقول، صحيح أن بطل المونديال سيكون من بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا، لكن كأس العالم الحقيقية هي لدولة قطر.”


وتحدث طارق ذياب عن تقييمه لمشاركة المنتخب التونسي في المونديال، كاشفا عن رأيه في عمل الاتحاد التونسي ورئيسه الحالي وديع الجرئ، الذي يشغل منصب الرئيس منذ عام 2012 بعد سنوات من العمل في الاتحاد التونسي.


وودع المنتخب التونسي منافسات المونديال من دور المجموعات، حيث افتتح مشواره بالتعادل السلبي مع الدنمارك ثم خسر أمام أستراليا صفر / 1 وفاز على المنتخب الفرنسي في الجولة الثالثة 1/ صفر.


وقال ذياب الذي كان ضمن المنتخب التونسي الذي شارك في مونديال 1978 بالأرجنتين :”حققت تونس تعادلا وفوزا وهزيمة، ظاهريا يبدو أمرا جيدا، فقد حصدنا أربع نقاط، لكن هي نفس النتائج التي حققناها في مونديال الأرجنتين 1978، لكن هل يصح أن نكتفي بتكرار نتائج الأرجنتين بعد كل هذه السنوات؟، هل علينا أن ننتظر مثل هذه السنوات كي نحصد خمس نقاط أو نتأهل لدور الستة عشر أو دور الثمانية وقبل النهائي؟.”


وأضاف في إشارة إلى تأهل فرنسا وأستراليا من مجموعة تونس في المونديال الحالي :”ربما كان سيبدو الأمر مقبولا إذا تأهلت الدنمارك مع فرنسا، حيث كان من الممكن أن نقول إنها مشاركة عادلة وجيدة، ولكن ما كنا نعتبره أضعف منتخب (منتخب أستراليا) هو الذي ترشح، لقد حصدت أستراليا ست نقاط ونحن حصدنا أربع نقاط، وبالتالي مشاركتنا لم تكن جيدة.”
وعن دور الاتحاد التونسي ومقارنته بنظيره المغربي، في الوقت الذي حقق فيه المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا بالوصول إلى الدور قبل النهائي قبل الخسارة أمام نظيره الفرنسي مساء الأربعاء، قال ذياب :”لا يمكن المقارنة، لأن المغرب إنجازها لم يأت بالصدفة، هناك عمل ومجهود كبير وتنظيم، أما نحن فماذا كان لدينا؟.”


وأضاف :”قبل خوض كأس العالم، كنا نتشاجر في النقاشات الرياضية حول اختيار الأسماء التي ستشارك من اللاعبين ومن لن يشارك، لدينا مشكلات، فالدوري التونسي لا نعرف متى يبدأ ومتى ينتهي، بطولة تقام بنظام مجموعتين حسب أهواء رئيس الاتحاد وحسب مشكلاته.”


وواصل انتقاده للدوري التونسي قائلا :”بطولتنا هي الأضعف بين مسابقات الدوري العربية، فمثلا حكام بطولتنا ليسوا من الحكام المؤهلين لكأس العالم، هل هذا لأن الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) ضدنا، بالتأكيد لا، لكن لأنه يعرفنا جيدا، لنا سمعة سيئة لدى الأفارقة والفيفا وهذا لأن التحكيم يلعب دورا سيئا.”


وأضاف :”الاتحاد لدينا ليس قويا وليس نزيها، وهذا ما جعل الكرة التونسية تزداد سوءا، نحن حتى اليوم لا نمتلك الملاعب الكافية، ولو لم نكثف العمل على أنفسنا ستتفاقم المشكلة، والغريب الآن هو أن المنتخب عاد إلى تونس وكأن شيئا لم يحدث، وبعد ذلك يقال /سنقوم بالتقييم اللازم/، لا يمكن وصف ما تحقق بأنه إنجاز، لو تأهلنا لكنا وصفناه بالإنجاز، لكننا لم نحقق إنجازا.”


وانتقد رئيس الاتحاد وديع الجرئ قائلا :”رئيس الاتحاد هو مسؤول في الاتحاد خلال فترة أقيمت فيها أربع نسخ من كأس العالم، تأهل منتخبنا إلى نهائيات اثنتين منها ولم نتأهل في اثنتين، لو كنت أنا رئيسا للاتحاد لفترة شهدت أربع نسخ من كأس العالم، لتأهلنا إلى النهائيات في المرات الأربع.”


وعن تصريحه خلال مونديال روسيا 2018 الذي طالب فيه بتنحي رئيس الاتحاد التونسي أو الاستغناء عنه، وما إذا كان لا يزال يطالب بذلك، قال ذياب “طبيعي أن أطلب ذلك لأنه لم يحسن شيئا، رئيس الاتحاد دائما ما يقول إنه حقق عائدات مالية، أي منتخب يتأهل للمونديال يحصد المال، منتخب المغرب الآن ضمن الحصول على 25 مليون يورو حيث ضمن المركز الرابع على الأقل، وإذا فاز بالمركز الثالث سيحصل على 28 مليون يورو.”


وتابع :”مع ذلك، لم يخرج رئيس الاتحاد المغربي ليقول إنه حقق عائدات، من يقول أمرا كهذا فهو يفتقد الثقة بالنفس.. ليس هناك أي إنجاز من جانب الاتحاد التونسي، حتى في بطولتنا المحلية، شهدنا إقامة بضع مباريات فقط، وهناك مباريات تباع وتشترى، بدليل أن هناك نتائج غريبة مثل التعادل 3 / 3 و7 / 7 ، هناك فرق تهبط وتصعد بتدخل من الاتحاد.”


وعن الحلول التي يراها ممكنة لكرة القدم التونسية، قال طارق ذياب :”هناك حلول بالطبع، أولا تدخل الوزارة والدولة، يجب أن يكون هناك وزير قوي ورئيس اتحاد قوي يفرضان على الدولة الاعتناء بالبنية التحتية، ليس من المعقول أن تونس ليس لديها ملاعب على المستوى المطلوب، وهذا نتيجة لصمتنا، ولأنه لا يوجد تخطيط رياضي في تونس.”


وأضاف :”يجب أيضا أن يكون التحكيم مستقلا عن الاتحاد، وكما قلت في عدة مناسبات بشأن استقلالية التحكيم، هذا شيء ضروري، يجب أن يكون هناك شخص محل ثقة وحكام يتحلون بالنزاهة كي لا يتلاعبوا بالمباريات، لأن هذا أصبح أمرا معتادا لدينا، ونحن نعاني منه ونصمت تجاهه، نحتاج إلى حكام على مستوى احترافي.”


وتابع :”على الوزارة أيضا الاعتناء بالبنية التحتية بشكل أكبر وبالملاعب، ويجب أن تذهب أموال المراهنات الرياضية إلى خزينة الوزارة ويخصص الجزء الأكبر منها للاعتناء بالملاعب والبنية التحتية، لأن أموال المراهنات تذهب أغلبها لخزينة الدولة ويخصص منها 10 أو 15 % فقط للبنية التحتية والملاعب.”


وأضاف :”كذلك نحتاج إلى إدارة فنية في الاتحاد لا تتغير بتغير مسؤولي الاتحاد، فحتى منتخبات الشباب التي تعد المصدر للمنتخب الأول لا تحقق أي نتائج مرضية، دائما ما تخسر تلك المنتخبات في بداية مشاركاتها، وبعدها يخرج رئيس الاتحاد ويقول إنني حققت عائدات، هذا ليس صحيحا لأن الأموال تأتي بعد العمل.”


وتحدث ذياب عن مباراة الدور قبل النهائي بين منتخبي المغرب وفرنسا، قائلا: “لعب منتخب المغرب بندية كبيرة أمام الفريق الفرنسي، لعبوا ست مباريات بنسق عالي للغاية وضد منتخبات قوية منها بلجيكا والبرتغال، وحافظ المغرب على مستواه وهذا لم يكن بالأمر السهل.”


وأضاف :”أحيي المغرب على التأهل للدور قبل النهائي وأحيي الركراكي وكذلك وحيد خليلودزيتش (المدرب السابق للمغرب)، هو (خليلودزيتش) حضر الفريق منذ ثلاث سنوات والكل تناسى هذا الأمر، لم أسمع أي مغربي تحدث عن عمل خليلودزيتش، حتى لو أنا ضد تصرفاته، فهو درب المنتخب ثلاث سنوات بينما درب الركراكي المنتخب ثلاثة أشهر، أعتقد أن المغرب عمل كثيرا للوصول إلى هذا المستوى، هو ليس صدفة، فلدى المنتخب لاعبون محترفون في بطولات قوية، هذا ما جعله على مستويات عالية.. يجب أن نقول شكرا للمغرب الذي أعطانا خارطة طريق.”


وعن رؤيته ومدى تفاؤله بشأن مستقبل الكرة العربية والأفريقية :”أنا دائما متفاءل، لكن علينا العمل وليس التفاؤل فقط، الإنجاز في الكرة لا يأتي بالصدفة، يجب أن يكون لدينا مشروع وتنظيم ومنظومة نزيهة وتحكيم نزيه، هكذا يمكننا أن نصل لأهدافنا.”


وأضاف :”نحن بحاجة إلى تحسين وتطوير وتحكيم محترف، بحاجة إلى عشر أو 12 حكما محترفا وإلى بنية تحتية ولجنة فنية وخطط مداها عشر سنوات جنبا إلى جنب مع الوزارة.”


وتابع :”نحن بحاجة إلى أن تصبح الفرق مشاريع اقتصادية، وهذا من خلال عمل الاتحاد مع الوزارة، فرجال الأعمال لا يستطيعون الآن ضخ الأموال في ظل الأزمة الحالية.”


وأضاف ذياب :”الإمكانيات موجودة وفي كرة القدم العالمية، أصبحت المستويات الفنية متقاربة والفجوة بدأت تتقلص، وكأس العالم لقنتنا دروسا كبيرة ويجب أن نقيم كأس العالم على الصعيد التونسي أو العربي أو الأفريقي، نعم لدينا إمكانية التطوير والتحسين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى